بحر الصحراء:
خاض المسلمون العديد من المعارك والحروب على مر التاريخ من أجل رفعة الدين الإسلامي وإعلاء كلمته، ولم تكن الحروب سوى دفاعاً عن الدين أو خياراً أخيراً لرد كيد المعتدين، فالإسلام هو دين السماحة والسلام الزاخر بالكثير من قصص التسامح والرحمة والعدل، فمتى كانت أول معركة بحرية اسلامية وما أسبابها ونتائجها وأين وقعت؟
أهم المعلومات عن أول معركة بحرية اسلامية
- اعتاد المسلمون على الحروب البرية التي حدثت في السهول والوديان والجبال، ولكن الضرورة صارت تقتضي تكوين أسطول بحري قوي، وكان صاحب اقتراح الفكرة هو معاوية بن أبي سفيان الذي اقترحها على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكنها لم تُنفذ إلا في زمن خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- بدأ الإنشاء سريعاً وصناعة السفن وتم ذلك في شكل سري للغاية، إذ أن الدولة الإسلامية كانت ناشئة وتحت أطماع الدول الكبرى حولها من فرس وروم وغيرهم، لتقع أول معركة يخوضها المسلمون في جند بحري وهي معركة ذات الصواري أمام الدولة البيزنطية التي كانت تهدد ببتر الدولة الإسلامية.
- سُميت معركة ذات الصواري بهذا الإسم بسبب العدد الكبير الذي ضمه جيش المسلمون من سفن بحرية، ودخول المسلمين المعركة بحماسة والحذر كونهم يخوضون هذا النوع من القتال للمرة الأولى، فيما خاضه البيزنطيون العديد من المرات، ولعلهم استهانوا بجند المسلمين وظنوا أنهم سيُلحقوا بهم الهزيمة.
- وقعت معركة ذات الصواري في البحر الأبيض المتوسط في العام 655 ميلادية، وقاد جيش المسلمين القائد الفذ عبد الله بن أبي السرح بأسطول يُقدر بـ 200 سفينة مقابل 500 سفينة في أسطول البيزنطيين يقودهم القائد قسطنطين الثاني المعروف بقوته.
أسباب التأكد من القضاء على الدولة البيزنطية
- بعد أن تبادر لسمعها أن المسلمين يبنون أسطولاً بحرياً، يجبرهم على إجهاض الدولة الإسلامية.
- منع المسلمين من الوصول إلى عاصمة الدولة البيزنطية القسطنطينية والسيطرة عليها.
- الإنقضاض عليهم وهم لا زالوا لم يكملوا بناء الكثير من السفن ولم يتدربوا على كيفية الإبحار بها والمقاتلة على ظهرها بعد.
- بدأ المسلمون القتال على اليابسة، إذ أن الخطة كانت تقضي بجر البيزنطيين إليهم، ثم خوض المعركة من البحر إذ بدأ تقاذف السهام وتبادل الحجارة النارية التي ألحقت ضرراً كبيراً بهم.
- انتهت المعركة بفوز جند المسلمين وكانت هذه المعركة دفعة إلى الأمام في تاريخ الدولة الإسلامية.