اخبار بحر الصحراء: متابعة .
لعل الكثير منا يتجنب استهلاك رأس السمك ويتخلص منه في الأول، لكن هناك من يجد فيه متعة خاصة ولذة لا مثيل لها فيبدأ في تناوله منذ بداية وضع الطبق خصوصا في الأسماك الكبيرة، لكن هل تعلمون بخطورة تناول رأس السمك؟ ولماذا عليكم تجنبه؟
السمك من الوجبات الصحية التي ينصح بها معظم أخصائي التغذية فهي تزود الجسم بمجموعة منوعة من الأملاح المعدنية والفيتامينات، وتمده الخلايا بكل ما تحتاج من الطاقة، لذا من الضروري تناوله على الأقل مرة كل أسبوع. لسمك فوائد كثيرة ومتعددة :
- فهو يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- يقوي العظام لغناه بالكلسيوم
- يقلل من ظهور أمراض الربو ومنها ضيق النفس والصدر
- مفيد لتنشيط الذاكرة وتغذية عقل الإنسان لغناه بالفوسفور.
- غني بالبروتينات المفيدة لبناء مختلف أنسجة الجسم
- للسرطان تحتوي الأسماك على الحمض الدهني الأوميجا-3 والذي يقلل من خطر الإصابة بالسرطان
- يقي من أمراض العين ويحسن النظر لاحتوائه على فيتامين أ
- تناول الأسماك بصورة منتظمة يساعد بشكل كبير في علاج الاكتئاب
أضرار تناول راس السمك
بعد كل ما ذكرناه من فوائد السمك، ما هي أضرار تناول رأس السمك؟ الإجابة عن هذا السؤال هو تقرير ذكره معهد بحوث التنوع البيولوجي والفريق العامل بمشروع “صفر الزئبق”،
حيث أطلقوا تحذيرات جديدة حول تعرض الأسماك للتلوث بالزئبق، من خلال تحليل مجموعة من النتائج المثيرة للقلق لعينات بحرية.
استهلاك الأسماك العالمي تضاعف بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية: فقد ارتفع من 9.9 كيلوغرام للفرد الواحد في 1970 حتي 19،1 كجم في عام 2012، مع فوارق إقليمية كبيرة. وبالرغم من أنه من أصح الأغذية إلا أن تعرض الكثير من البحار للتلوث يزيد من تعرض كل ما يتم اصطياده لامتصاص تلك الملوثات وانتقالها إلى الإنسان عند استهلاكها وخصوصا معدن الزئبق.
الزئبق (زئبق) هو من المعادن النزرة (المعروف سابقا باسم المعادن الثقيلة)، يتم امتصاصه من مختلف الكائنات الحية في صيغته الكيميائي وهي “ميثيل الزئبق” والذي يعتبر شديد السمية. ينبعث الزئبق من مختلف الأنشطة الصناعية البشرية (التعدين والمعادن، ولب الورق ومعالجة الورق وحرق القمامة والوقود الأحفوري على وجه الخصوص). ويتم التخلص منه عن طريق قنوات تمتد من المصانع إلى المحيط مسببة بذلك تلوثها وضرر بكافة أنواع الثروة السمكية.
عند تعرض الأسماك للتلوث وخصوصا بالزئبق، فإنها تتركز في رأسها وكبدها وأحشائها ، وهنا تكمن خطورة تناول رأس السمك لاحتوائه على تركيز عال من معدن الزئبق السام والذي يسبب أضرار بالغة للإنسان مثل المغص والقيء والإسهال والتشنجات في الأطراف والاضطرابات العصبية لذا يجب الحذر عن تناول السمك وتجنب رأسه.
من جهة أخرى، أجرى مجلس المياه بولاية كاليفورنيا الأمريكية تحليل لمختلف ما يتم اصطياده في في الشريط الساحلي بالولاية، وأكد احتواء 19% من الأسماك لنسبة عالية من مثيل الزئبق، وقد نشر التقرير في صحيفة لوس أنجلوس تايمز. المجلس قال أن هذه الاكتشافات أتت بعد أكبر مسح من نوعه في الولاية على طول ساحل كاليفورنيا، حيث وجدنا بعد فحص 2000 سمكة من 36 نوع من الأسماك احتوائها على الزئبق ومركبات ثنائي الفينيل.
بالنسبة للمرأة الحامل، ينصح الأطباء بتجنب تناول بعض أنواع من الأسماك المحتمل تعرضها للتلوث بالزئبق، مثل : سمك القرش والبرش وسمكة أبو سيف والهلبوت والتلفيش، ومارلن، الإسقمري، وسمك التونة.
بالرغم من فوائد السمك التي ذكرناه لكم، إلا أن العديد الباحثين حذروا من الإفراط في تناول الأسماك تحسبا لزيادة نسبة الزئبق ومادة السيلينيوم في الدم والتي قد تسبب التوقف المفاجيء للقلب، لأن مستوى الزئبق في المحيطات ستزيد بنسبة 50٪ بحلول عام 2050 إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن ولم يتم بذل أي جهد للحد من مخلفات المصانع السامة.