أخبار بحر الصحراء: متابعة.
كشفت بحرية تايلاند عن أن أطفال الكهف ومدربهم، الذين حاصرتهم الفيضانات داخل كهف “ثام لوانغ” البالغ طوله 10 كيلومترات، قطعوا بأنفسهم المسافات المغمورة بالماء أثناء عمليات الإنقاذ.
وروى قائد مجموعة الغواصين العسكريين، الذي شارك مباشرة في عملية الإخلاء المعقّدة التي تابعها العالم بأسره، في مقابلة مع قناة التلفزيون التايلاندية PBS، أن الأطفال ومدربهم تمكنوا، تحت أشراف ومراقبة غواصين عسكريين ذوي خبرة، من قطع المساحات المغمورة بالمياه داخل الكهف بأنفسهم، لكن تم حملهم بواسطة نقالات صنعت خصيصا لإنقاذهم ونقلهم عبر المسافات الجافة داخل الكهف.
وقال قائد الفرقة الأولى في القوات الخاصة التابعة للبحرية التايلاندية، النقيب البحري أناند سورافان، الذي شارك في عملية إنقاذ الأطفال من الكهف منذ اليوم الأول وحتى خواتيمها الناجحة، قال “إن عملية سحب الأطفال ومدربهم أثناء عملية الإخلاء من جميع المناطق المغمورة بالمياه كانت ميّسرة بقدراتهم وحدهم تقريبا، تحت إشراف ومرافقة غواصين ذوي خبرة. أما في المناطق الجافة، فتم نقلهم على نقالات مرنة يمكنها التكيف للمرور والعبور في أضيق المناطق”.
وتابع قائلا: “كانوا أضعف من أن نخاطر بإخراجهم عبر أجزاء الكهف الجافة سيرا على الأقدام، لآن هناك أرضية صخرية متفاوتة وغير منبسطة، تتضمن هبوطا ثابتا في الانحدار، وانحناءات مفاجئة، وبقعا ضيقة، ومنحدرات شديدة الانحدار تحتاج لصعود وهبوط حاد، وبشكل عام، كانت طريقا لا يستطيع الشخص الضعيف المشي فيها سيرا على الأقدام”.
وكشف قائد عملية الإنقاذ أنه “في شريط الفيديو، الذي نشره أصدقائي على فيسبوك، بطبيعة الحال، أكثر ما يمكن رؤيته ذلك المقطع من عملية الإنقاذ التي جرت في المناطق الجافة من الكهف، أي عندما كان الأطفال محمولين على نقالات يمكنها التزحلق على منظومة حبال لينة تم تثبيتها في الكهف خلال العملية. لكن عملية عبور المساحات التي غمرتها الفيضانات لم تكن ملتقطة جيدا في هذا الفيديو، لأنه من المستحيل تصوير الفيديو في الماء العكر، وفي ظلام دامس، أو على ضوء المصابيح التي بالكاد تخترق الظلام أمامك”.
كما أصبح معروفا من سلسلة المقابلات القصيرة التي أجرتها القناة التلفزيونية التايلاندية PBS يومي الأربعاء والخميس، مع المشاركين في “عملية الإنقاذ دون تأخير”، أنه تم سحب الأطفال من قمرة الكهف البعيدة من خلال المناطق التي غمرتها الفيضانات إلى القمرة الثالثة الكبيرة التي اتخذها قادة عملية الإنقاذ مقر قيادة مؤقت لهم، بواسطة أفضل غواصي الكهوف في العالم، الذين جاءوا للمشاركة في العملية من المملكة المتحدة، أستراليا، بلجيكا، الدنمارك، كندا، الصين، فنلندا والسويد، جنبا إلى جنب مع 5 من “أسود البحر” الأكثر خبرة في تايلاند، أي ما مجموعه 18 شخصا.
ومن أجل ضمان المسار الآمن تحت الماء، مع الاحتفاظ باسطوانات الهواء المضغوط ومعدات الإنقاذ، عملت قوات الكوماندز البحرية التايلاندية أيضًا مع زملاء من فريق الإنقاذ التابع للقوات الجوية الأمريكية (كان لدى فريق سلاح الجو الأمريكي 12 غواصًا مؤهلًا) ومع غواصين متطوعين من العديد من البلدان، أكثر من 70 شخصا. واستخدمت في المرحلة الأخيرة من العملية معدات اتصالات لاسلكية خاصة قادرة على العمل بسلاسة تحت الأرض، وقد تم نقلها من إسرائيل لاحتياجات عملية الإنقاذ.
ووفقا لمعلومات وكالة نوفوستي الروسية، فقد شارك غطاس الكهوف الأوكراني، فسيفولود كوروبوف، في أول بحث عن المفقودين خلال المرحلة الاستكشافية، وقام جنبا إلى جنب مع مجموعة من المتطوعين و”أسود البحر” التايلانديين باستكشاف مناطق الكهف التي غمرتها مياه الفيضانات بواسطة السير على الحبال ونظام التلفريك الذي تم تركيبه في الكهف من قبل رجال الإنقاذ الصينيين في الأيام الأولى من العملية، وتم استخدامه لاحقا لإخلاء المفقودين بواسطة نقالات إنقاذ، كما استخدم لنقل اسطوانات الهواء المضغوط والأوكسجين الاحتياطية إلى غرف بعيدة داخل الكهف للغواصين.