رجال البحر في يومهم العالمي: عيد بأية حال عدت يا عيد؟

0

أخبار بحر الصحراء: متابعة.

 

يحتفل رجال البحر في كل أنحاء المعمور بيومهم العالمي يوم غد 25 يونيو وهو يوم اقترحته توصية مؤتمر المنظمة البحرية العالمية الذي انعقد في مانيلا سنة 2010.

هدف الاحتفال بهذا اليوم العالمي هو الاعتراف بالمساهمة الفريدة والمتميزة لرجال البحر عبر العالم في الاقتصاد الدولي والمجتمع المدني بصفة عامة. وقد أكدت التوصية آنذاك على ” تشجيع الحكومات ومنظمات القطاع البحري والشركات وأرباب السفن وكل الأطراف المهتمة بالشأن البحري، على الترويج باليوم العالمي بأفضل الطرق واتخاذ التدابير للاحتفال به بما يعطيه القيمة التي يستحق”.

وهكذا أصبح اليوم العالمي لرجال البحر من الأيام العالمية الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة.

والحمد لله أن كل ما تعلق برجال البحر يتم إقراره في النظمة البحرية العالمية ومن خلال الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن، لأنه في بلادنا يكاد القائمون على القطاع يجهلون الأساسيات، فكيف ننتظر منهم أن يحتفلوا برجل البحر؟

هذه السنة اختارت المنظمة البحرية العالمية أن تحتفل بهذا اليوم تحت شعار: “رفاهية رجال البحر”, ويأتي هذا كاستمرار في التطورات الإيجابية التي حصلت في السنين الأخيرة من أجل تحسين ظروف عيش رجال البحر، والعناية بصحتهم الجسدية والنفسية والحرص على حقوقهم وسلامتهم.

هذا على الصعيد العالمي، فأين نحن في المغرب من كل هذه التطورات؟

لو أجري استفتاء في المغرب على موضوع اليوم العالمي هذا لاختير شعار من قبيل: “المحافظة على رجال البحر من الانقراض”.

ودون مبالغة، فهذا قطاع ينسف كما نسفت البناية التي كانت تعبر عنه، ورجاله أخرجوا من سفنهم ومن ديارهم وتاهوا في الأرض يبحثون عن لقمة العيش. القدماء منهم يتوارون في صمت وينشغلون بهموم أبنائهم ومشاكلهم الصحية ولا تتم الاستفادة من خبراتهم. والشباب يعانون من أجل الظفر بمكان على سفينة ويرضون بما يحصلون عليه حتى وإن كان ذلك لا يلبي حاجيات التعلم والتكوين لديهم. الأسطول يكاد لا يوجد, خطوطنا التاريخية ترتع فيها الشركات الأجنبية. بضائعنا الواردة والصادرة تأتي وتغادر البلاد على متن سفن الغير.

رجال البحر في عيدهم يتامى لا ولي لهم يشتري لهم لباس العيد أو يمنحهم هدية رمزية أو حتى يعانقهم ويربت على كتفهم. يسرق منهم عيدهم كما سرقت منهم مهنهم.

رجال البحر تعرضوا للقرصنة, أخذ القراصنة سفنهم وتركوهم في قوارب النجاة تائهين وسط المحيط. فنادوا من أجل إغاثتهم ولم يسمع نداءهم أحد, لم يأت قارب إنقاذ ليحملهم ولا حومت طائرة مروحية في السماء بحثا عنهم.

رجال البحر استهلكوا ما كان لديهم من مدخرات مالية ونفسية وبقوا بدون مأوى يتنظرون مصيرا مجهولا.

القائمون المفترضون على شؤونهم تخلوا عنهم وعن أسطولهم الوطني وعن الراية التي يحملها وانشغلوا بتهييء الظروف المناسبة للأسطول الأجنبي والشركة الأجنبية والبحار الأجنبي.

بهذه الحال يعود رجال البحر، وعلى ما يبدو بما مضى وليس فيه تجديد.

نقلا عن : المستقبل.
Leave A Reply

Your email address will not be published.