تراجع العلاقات المغربية – الاسبانية بسبب ندرة اللقاءات بين المسؤولين وغموض موقف مدريد تجاه ملفي الصيد البحري ونزاع الصحراء
اخبار بحر الصحراء: متابعة.
بدأت العلاقات المغربية – الإسبانية تفقد الكثير من جودتها خلال السنة الأخيرة بسبب غياب لقاءات على مستوى عال وبسبب غموض موقف مدريد في بعض الملفات مثل الصيد البحري ونزاع الصحراء الغربية.
وفي هذا الصدد، كانت الرباط ومدريد تراهنان على زيارة لملك اسبانيا فيلبي السادس الى المغرب خلال كانون الثاني / يناير الماضي، ولكن لم تتحقق الزيارة بسبب غياب الملك في زيارة خاصة. وعادت الصحافة في اسبانيا للحديث عن الزيارة خلال شهر آذار / مارس الجاري، لكن مجدداً تعتبر هذه الزيارة صعبة بسبب الوضع الصحي للملك محمد السادس بعدما خضع لعملية في القلب. وفي الوقت ذاته، لم يعقد المغرب واسبانيا قمة على مستوى رئاسة الحكومة، وهي القمة المنصوص عليها في اتفاقية الصداقة وحسن الجوار، وكان تاريخ إجراء القمة يحترم لكن خلال السنوات الأخيرة غابت هذه القمة. ويضاف الى هذا، عدم زيارة رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني الى مدريد منذ تعيينه حتى الآن.
وعلى الرغم من الحديث عن قوة العلاقات بين البلدين، فهي لا تتجاوز مجالين فقط: الأول وهو التعاون الأمني في ملفات مثل الإرهاب والهجرة السرية، والثاني هو ارتفاع التبادل التجاري بعدما تحولت اسبانيا الى الشريك التجاري الأول للمغرب بدل فرنسا.
ورغم ذلك، يبقى التعاون في القطاعين نسبياً، فقد تحولت اسبانيا الى الشريك الأول للمغرب لكن من دون الرفع من الاستثمارات التي تبقى محدودة للغاية. ومن جهة أخرى، هناك عتب صامت من طرف تيارات في الدوائر الأمنية الإسبانية على جودة التعاون في المجال الأمني بعد تفجيرات برشلونة مع المغرب، ثم ارتفاع الهجرة السرية من المغرب نحو شواطئ اسبانيا منذ السنة الماضية.
ولا يرتاح المغرب كثيراً لموقف اسبانيا في نزاع الصحراء الغربية، ورغم موقف الحياد الذي تتبناه مدريد في هذا الملف فهي تفاجئ المغرب بالتأكيد على مبدأ تقرير المصير كحل للنزاع من دون أدنى اهتمام بمقترح الحكم الذاتي. كما يعرب المغرب عن قلقه من مبادرات في البرلمان الإسباني في غرفتيه، النواب والشيوخ، حيث عاد المغرب ليحضر مجدداً في مقترحات وقرارات مثل مطالبة مجلس الشيوخ لحكومة مدريد الضغط على المغرب لوقف أي تنقيب عن البترول في المنطقة الفاصلة بين جزر الكناري وسواحل الصحراء.
ويكشف تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أنها تقوم أساسا على احتواء المشاكل بفضل اللقاءات المكثفة، وكلما غابت اللقاءات سجلت تراجعا يصل الى مستوى التدهور، وبالتالي انفجار الأزمات.