اخبار بحر الصحراء: وكالات.
في ظل تصاعد الخلافات على حقول الغاز في المتوسط
اتهمت قبرص تركيا أمس الجمعة بالتهديد باستخدام القوة ضد سفينة حفر استأجرتها شركة إيني الإيطالية في مواجهة حول الحق في موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط. فقد قال نائب المتحدث باسم الحكومة القبرصية فيكتوراس بابادوبولوس :»أوقفت خمس سفن حربية تركية سفينة الحفر وبعد تهديدات وجهها (الجانب التركي) باستخدام العنف وتهديد التصادم مع سفينة الحفر. اضطرت السفينة للعودة».
وقالت وكالة أنباء قبرص إن السفينة سايبم 12000 في طريقها إلى ليماسول حيث من المتوقع أن تمكث لبضعة أيام. كانت إيني قالت أمس إن من المرجح تحريك السفينة في الأيام القادمة، ربما إلى المغرب.
وقال بابادوبولوس إن قبرص ستحتج رسميا على أحدث واقعة لدى الجهات الدولية المعنية.
ومن المتوقع أن يبحث الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس القضية مع زعماء الاتحاد الأوروبي في اجتماع في بروكسل اليوم. كان أناستاسياديس قد أعلن أن قبرص مصممة على المضي قدما في خططها الخاصة باستكشاف النفط والغاز.
ولم يصدر تعليق حتى وقت متأخر من تركيا التي تعهدت بمنع القبارصة اليونانيين من التنقيب عن النفط والغاز حول الجزيرة المقسمة على أساس عرقي، وتقول إن بعض المناطق قبالة سواحل قبرص تقع ضمن ولايتها.
ومددت تركيا، التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع قبرص، هذا الأسبوع تدريبات عسكرية في شرق المتوسط حتى العاشر من مارس/ آذار.
وكانت خمس بوارج حربية تركية قد هددت بمواجهة سفينة حفر إيطالية أمس الجمعة حاولت كسر الحظر المفروض عليها والتقدم للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، حسب ما أفاد مسؤولون قبارصة.
وقال نائب المتحدث إن سفينة الحفر التابعة لشركة «إيني» الايطالية للطاقة، حاولت التقدم للتنقيب عن الغاز في منطقة «بلوك 3» قبالة الساحل الجنوبي للجزيرة المتوسطية، رغم الحصار الذي تفرضه السفن الحربية التركية على هذه المنطقة منذ التاسع من شباط/فبراير. حيث كانت البحرية التركية قد أوقفت أثناء مناورات في البحر المتوسط في التاسع من فبراير شباط السفينة سايبم 12000 وهي في طريقها للتنقيب عن الغاز قبالة قبرص فيما تسبب في خلاف دبلوماسي سلط الضوء على التوتر في المنطقة بخصوص المزاعم المتضاربة حول حقوق موارد الطاقة البحرية.
وأضاف بابادوبولوس لوكالة الأنباء القبرصية إنه اثناء توجه سفينة شركة «ايني» للحفر نحو «بلوك 3» «اعترضتها خمس بوارج حربية تركية فاضطرت إلى التراجع بعدما هددت (البوارج) باستخدام القوة ومواجهتها».
إلا أن رئيس مجموعة «إيني» الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، قلل من أهمية الخلاف المستمر منذ أسبوعين، حيث قال للصحافيين في إيطاليا إن شركته لن تتخلى عن عمليات التنقيب التي تجريها قبالة قبرص، لكنها ستنتظر التوصل إلى حل دبلوماسي لبدء عملياتها.
وقال «اعتدنا على احتمال اندلاع نزاعات. لم نترك ليبيا أوأي دولة أخرى حيث كانت هناك اوضاع معقدة. هذا الأمر آخر ما يقلقني. نحن مطمئنون تماما».
وأكد ديسكالزي «هناك احتمال كبير بأن نضطر في الأيام القليلة المقبلة إلى نقل السفينة لدولة أخرى كما كان مخططا في البداية». وأضاف «لاحقا، سنعود إلى قبرص في انتظار أن تتوصل الدبلوماسية الدولية إلى حل».
لكن وزير الطاقة القبرصي جورج لاكوتريبيس قال إن الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص فشلت حتى الآن في انهاء الخلاف. وقال لتلفزيون «سيغما» الخاص «تركنا فسحة للدبلوماسية. نأمل بأن يتم إيجاد حل. قمنا اليوم (أمس) بمحاولة أخيرة، لكنها لم تكن مجدية بسبب موقف تركيا».
وكان الرئيس القبرصي نيكوس انستسيادس قد صرح في وقت سابق الأسبوع الماضي، إن قبرص ستواصل عمليات التنقيب بغض النظر عن التهديدات التركية. لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حذر شركات الطاقة الأجنبية من التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية.
وتدافع أنقرة بصرامة عن مطالبة القبارصة الأتراك بحصة من موارد الطاقة رغم تطمينات القبارصة اليونانيين بأن الطرفين سيستفيدان.
وهناك قلق من أن يؤدي النزاع على موارد الطاقة إلى تعقيد جهود إعادة توحيد الجزيرة المتعثرة أصلا منذ انهيار المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة العام الماضي.
وقبرص العضو في الاتحاد الاوروبي مقسمة منذ اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974. وتفصل بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك «منطقة عازلة» تحت إشراف الأمم المتحدة.
وبينما تحظى جمهورية قبرص اليونانية باعتراف دولي، فإن أنقرة هي الوحيدة التي تعترف بـ«جمهورية شمال قبرص التركية».