اخبار بحر الصحراء : الداخلة الان.
في ردة فعل كانت متوقع بعد الدعوى القضائية التي تقدم بها امبراطور الاخطبوط “سعيد محبوب” ضدها ، قام موقع الداخلة الان بالتصعيد كما توعد ان مسلسل كشف الفضائح مستمر ، و اليكم المقال الذي نشرته الداخلة الان.
تحقيق / ما لا تعرفونه عن ”اللحية”،
فهل سيدفع خطاب الملك الأخير الى محاسبته ؟؟
يبدو أن المستثمر المثالي الذي يشغل يدا عاملة تجاوزت 3 ألاف عامل حسب تصريحه المدفوع الثمن لقناة العيون الجهوية، قد بات هذه الأيام يعيش بعقلية المحمي من سلطة القانون، فحسب العارفين بالرجل وبعيد خروجه من أزمة المسائلات القضائية وركونه لدفئ حزب الأصالة والمعاصرة ونافذيه لم يعد يبالي الرجل بتجاوزاته مهما بلغت خطورتها وجرأتها على القانون.
ينتمي “سعيد محبوب” أو المستثمر المثالي كما يحب أن يسمي نفسه دوما لمدينة “آسفي” مسقط رأسه. رحل عنها وهو لا يزال شابا يافعا نحو مدينة “أكادير” وبعدها نحو مدينة “طانطان” بالجنوب ليعمل فيها بحارا لمدة من الزمن. حملته الأقدار بعدها الى العيون وظل يعمل كبحار في مجال الصيد البحري الذي أمتهنه جيدا خلال هذه الفترة. ظل بالعيون حتى حمله البحث عن لقمة العيش الى مدينة “بوجدور” حيث عمل بسواحلها أيضا بحارا قبل أن يبدأ بها لأول مرة تجارة السمك مع رجل تعرف عليه هناك يدعى “حميد الريفي”. تشارك معه التجارة والكد وكونوا ثروة من تجارة الأسماك والأخطبوط التي كانوا يشترونها من صيادي “لجراف” ويبيعونها لشركة المرحوم “محمد سالم أمغير” حتى حدود 2001.
في سنة 2002 ضربت المغرب أزمة خطيرة في القطاع تسببت في إفلاس عدد من المقاولات والشركات العاملة في قطاع “الصيد البحري”، الأمر الذي أنعكس على المستثمر المثالي سلبا، وهو ما أدى به الى أزمة نفسية أفقدته عقله لمدة ليست بالقصيرة بسبب تراكم الديون عليه وإفلاس شركته البسيطة ببوجدور. فأعاده المرض الى مسقط رأسه “بآسفي” وعفا عنه عدد من البحارة الديون التي عاتقه بعد أن تأزمت حالته النفسية.
لم يدم مرض الرجل طويلا، وحين تعافى عاد الى الجنوب الذي ظل يبيض له ذهبا. هاجر لمدينة الداخلة بعدها ودخل شريكا في وحدة صناعية تحمل إسم “goldn golf” يديرها البرلماني السابق وعضو حزب الإستقلال “أحمد لخريف” مع شركاء أخرين مثل “المرحوم محمد لمين لمغيمظ” و”السالك باهية”.. وآخرين.
تسلق بخبرته وحنكته في إدارة الوحدة نظرا لمشاغل الشركاء الأخرين الكثيرة. وتمكن بفضل خبير ياباني يعمل في الوحدة ويسمى “كوتشي gotche ” من إختراق السوق الأسيوية. وللتذكير فالياباني “كوتشي” كان قد حوكم بإسبانيا بتهمة عدم التصريح بالممتلكات وتم زجره بدفع إتاوة مرتفعة للسلطات الإسبانية” ، و هو ما مكنه من تطوير أعماله حتى بات في غنى عن شركائه بعد أن أسس وحدة في ملكيته الخاصة تسمى “كوزا بيش cosa pèche”.
ولعل ما ساعد المستثمر المثالي أكثر في ترويج تجارته وحصد مزيد من الأرباح. هو الرسالة التي بعثتها جمعيات بحارة الصيد التقليدي قبل سنوات الى المكتب الوطني للصيد من أجل إعطاء وحداته الصناعية مهلة مطولة للدفع بعد كل كمية يشتريها من الأخطبوط. فمن المعلوم أن المكتب الوطني للصيد يمهل أصحاب الوحدات الصناعية مدة لا تتعدى 24 ساعة لتحويل ما عليهم من أموال البضاعة المقتنات بأسواق السمك في حساب البحارة. غير أن معامل المستثمر المثالي يتم إمهالها لمدة أطول قد تبلغ الشهر.
وعموما فقد ظل المستثمر المثالي يعمل على تطوير تجارته ويمتهن تهريب الأخطبوط في صمت بعد أن ضمن صمت السلطات بالداخلة. حتى حدود “فبراير من سنة 2015” أين ألقت سلطات ميناء أكادير القبض على ستة شاحنات ضخمة محملة بالأخطبوط المهرب تصل قيمته الإجمالية الى حوالي مليار سنتيم وتعود لملكية الرجل الخاصة. وهو ما سلط الضوء على تجارته المشبوهة ووضع ملفاته على طاولة المحاكم.
توبع الملف في جنائية أكادير من طرف محامي معروف إسمه “طه” والذي كاد بمرافعاته في الملف أن ينهي سيرة المستثمر المثالي الى الأبد. غير أن الإنتخابات الجهوية حالت دون ذلك.
قبيل الإنتخابات الجهوية بمدة قصيرة منع المستثمر المثالي من السفر الى إحدى الدول الأوروبية بمطار الداخلة بسبب قضية التهريب المعروضة أمام المحاكم. وقد تحسس رقبته في تلك اللحظة ما دفعه للبحث عن مخرج. لذلك أتت الإنتخابات لتنتشله من مأزقه.
شهدت الداخلة دخول حزب “الأصالة والمعاصرة” غمار الإنتخابات الجهوية بمرشحته وممثلة الحزب جهويا ، ومن المعلوم لدى الجميع أن مرشحة الجرار بالجهة من عائلة أحد المسؤولين القضائيين المعروفين بمحاكم الشمال. ولديها نفوذ كبير وسط رجال الدولة العميقة المنتمين لحزب “التراكتور” وعلى رأسهم المستشار الملكي الذي صنع الحزب من البداية.
لم يكن دخول حزب “الجرار” لغمار الإنتخابات الجهوية بالداخلة في منافسة أحزاب الأعيان ورجال الأعمال “الإستقلال والحركة الشعبية” أمرا هينا في ظل وجود مرشحته وحيدة دون أن تقارن ماديا بباقي المنافسين. لذلك عملت على جر رجال الأعمال الغير منتمين سياسيا لدعم حزبها ماليا خلال الحملة الإنتخابية.
إتفقت مرشحة “الجرار” مع المستثمر المثالي على دعمها ماديا بسخاء. مقابل طي ملف شاحناته حسب متابعين للشأن الإنتخابي بالجهة. ووفق ما ذكره مقربون من المستثمر المثالي “للداخلة الآن” فإن الرجل قد تلقى أتصالا مباشرة بعد نهاية الإنتخابات الجهوية من طرف شخصيتين بارزتين في حزب التراكتور يباركون له النجاح الذي حققه الحزب بالجهة ويشكرون فضله في ذلك.
ووفق نفس المصادر فالرجل بات اليوم على علاقة أتصال بالمستشار الملكي المذكور ويوهم نفسه بأنه محمي من طرفه. وهي العلاقة التي أستغلها لنسج علاقة مع “عزيز أخنوش” الذي أنتقل لحزبه مؤخرا لحماية نفسه من أي متابعة مستقبلا قد تعيد ملف شاحناته من جديد الى الواجهة.
وتمتلك الداخلة الآن العديد من المصادر والمعلومات عن الملف ستعرضه في الوقت المناسب. خصوصا ما يتعلق بهامش الربح المعدوم للمستثمر المثالي بأوروبا. فالرجل يعد الوحيد من بين كافة المستثمرين الذي يصدر الأخطبوط لأوروبا بهامش خسارة تقدر ب “1 أورو” أي ما يعادل “10دراهم” .
فمن أين له ذلك ؟..