اخبار بحر الصحراء: متابعة
أكد عدد من علماء البيئة أن الكميات الهائلة من النفايات البلاستيكية التي خلفها الإنسان في السنوات الأخيرة، تشكل خطرا حقيقيا على الحياة الطبيعية لكوكبنا.
وفي دراسة نشرتها مجلة Science Advances منذ مدة، جاء أن “البشرية أنتجت منذ ظهور تقنيات صناعة البلاستيك نحو 8 مليارات طن من هذه المادة، ينتشر ثلثاها على شكل نفايات في مدافن القمامة ومياه البحار والمحيطات”.
وحول الموضوع قالت العالمة، جينا جامبك، من جامعة جورجيار الأمريكية: “معظم المواد البلاستيكية التي تنتج حاليا غير قابلة لتحلل في التربة، ولذلك فالقمامة البلاستيكية الناجمة عنها ستبقى موجودة على الأرض لمئات أو حتى آلاف السنين. تقديراتنا تشير إلى أن كميات تلك القمامة كبيرة جدا، وتدفعنا إلى التفكير بإيجاد حلول لمعالجتها والتخلص منها”.
وأضافت جامبك: “تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن نحو 300 طن من النفايات البلاستيكية تدخل إلى مكبات القمامة كل عام، معظم هذه النفايات غير قابلة للتحلل بتأثير البكتيريا الموجودة في التربة، لذلك فإن جزيئاتها تبقى في التربة أو تذهب إلى مياه البحار والمحيطات لتتسبب بتسميم الأسماك والطيور، وغالبا ما تكون أحد أسباب وفاتها”.
ووفقا للدراسات الأخيرة التي قامت بها جامبك وزملاؤها في الجامعة فإنه و”منذ خمسينيات القرن الماضي، وعندما بدأ البشر بإنتاج المواد البلاستيكية، تراكمت على الأرض نحو 6.3 مليارات طن من النفايات البلاستيكية، ويتوقع أن تتضاعف تلك الكمية منتصف القرن الحالي. وكل عام يرتفع معدل إنتاج تلك المواد بمقدار 8%، ففي خمسينيات القرن الماضي، كانت المعامل تنتج نحو مليوني طن من البلاستيك سنويا، أما عام 2015 فتلك الكمية ارتفعت إلى 400 مليون طن”.
وبشكل عام فمنذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا الحالي، قام البشر بإنتاج 8.4 مليار طن من البلاستيك، 66% منها تحولت إلى نفايات تتوزع في مكبات القمامة والمحيطات.
وهذه الأرقام الكبيرة تدفع الكثير من العلماء والهيئات البيئية للتحذير من خطر تلك النفايات، التي يتوقع ازدياد كمياتها في السنوات القادمة، حيث تحرص العديد من البلدان الآن على اتخاذ إجراءات للحد من كميات تلك النفايات، فالولايات المتحدة تقوم حاليا بإعادة تصنيع 9% من النفايات البلاستيكية الموجودة لديها، وتعيد أوروبا تصنيع 30% من نفاياتها البلاستيكية، أما الصين فـ 25%.