اخبار بحر الصحراء: رأي.
بقلم: أحمد بابا بوسيف
شهدت مدينة الداخلة حدثا لم تعرفه منذ سنة 1979 إلــى اليوم… في يوم السبت 17 من فبراير عرفت أحياء كسيكسات وحي أم تونسي خروج…. أول مظاهرة احتجاجية نسائية ضد غلاء الأسعار..
لم تخرج في مدينة الداخلة في يوم من الأيام مظاهرة من هذا النوع.. في هذا رسالة واضحة لا تحتاج التأويل… لقد وصل السكين العظم… ولم يعد بالإمكان السكوت..
إنها رسالة لا تخطئها عين عن الحال المزري الذي وصلت إليه مختلف الشرائح الإجتماعية بالمدينة..التي لا تجد من يتكلم باسمها أو يعبر عن ما تعيشه في كل يوم وكل ساعة…ختى في قوتها ومعيشتها..
لقد كان قطاع الصيد البحري من أهــم القطاعات التي يشتغل بها الشباب ويعيل عائلات كثيرة ولو موسميا…. لكن شبه انقراض سمك الأخطبوط.. نتيجة الإستنزاف…
بالإضافة إلى الإحتكار المتعمد لهذا القطاع من قبل لوبيات فساد جعله حكرا على أشخاص معدودين يستفيدون منه… بينما لا يجد أهــل مدينة الداخلة حتى ما يستهلكون بعد وصول سمك القرب “كوربين” إلى 120 درهم للكيلوغرام الواحد..
هذا بالنسبة لقطاع الصيد البحري أمــا القطاع الفلاحي… وكما يعرف الجميع ورغم المداخيل الكبيرة التي يوفرها هذا القطاع على المستثمرين به… جل من يستفيدون منه هم من الوافدين ولا يرى له ابناء الإقليم من فائدة إلى النزر اليسير… بل حتى المنتوجات الفلاحية لا تباع في الأسواق المحلية..
كل هذه الظروف تتراكم يضاف إليها ما حصل مؤخرا في ما يتعلق بالوظائف بالتعاقد في قطاع التعليم التي لم يستفد منها أبنـاء الجهة إلـــى بنسبة ضئيلة….
إذن تعجز القطاعات الكبرى من صيد بحري وفلاحة نتيجة الإحتكار عن تشغيل ابناء الجهة أو على الأقل تيسير ثمن المنتوجات…. وحتى وظائف الدولة يتم إقصاء أبنـــاء الجهة منها… كــل هذه التراكمات ستؤدي عن قريب إلــى انفجار لن يستفيد منه أحد.
ندق ناقوس الخطر ونأمل من القائمين على الشأن العام أن يفهمو جيدا هذه الرسائل ويعملوا على بناء ظروف ملائمة لإمتصاص هذا الإحتقان.. بدل إنتظار حتى يشتعل الحريق
