الحمد لله وحده
أصبح جليا أن الكل بات يعي ما للصيد البحري من أهمية و قيمة أساسية للرفع من الاقتصاد و التنمية للبلاد بصفة عامة و الجهة بصفة خاصة و الأخص للساكنة ، لما يزخر به الساحل من خيرات تتصف بالجودة والقيمة المادية والغذائية في الأسواق العالمية المهمة , و ما يملكه من افاق اقتصادية اقلها امتصاص البطالة بصفوف الشباب حاملي الشهادات و الغير ممدرسين بصفة متكافئة و النهوض الاقتصادي للمنطقة .
للغوص في دهاليز الصيد البحري بالأقاليم الجنوبية يجب أن نتعرف على الساحل و الأسطول و المصانع و البحارة و ممتهني هذا النشاط مرورا بالإدارات المتداخلة و القطاع الوصي ، حتى يمكن لنا وضع تصور شامل عن القطاع ، للنهوض به و الوقوف على مكامن الخلل و الخروقات التي تشوب هذا القطاع و نصرة المستضعفين من بحارة و عاملين و موظفين … ، رغم كل التوصيات و المقررات الوزارية و الاستراتيجيات التي تنهجها الوزارة الوصية و تسهر على تطبيقها من تحديث الأسطول و عقلنة الصيد و تثمين المنتوج و الجودة و فرض الراحة البيولوجيا و تعميم الصناديق البلاستيكية…، إلا أن القطاع و بحكم حساسية المنطقة لايزال يعاني, مما أصبح ينعكس سلبا على الثروات البحرية ، فالتعتيم الإعلامي الذي يكسو قضايا القطاع و مشاكله و اكراهاته حال دون معرفة المجتمع بأهمية ساحلهم وأهمية ما يجول فيه الشيء الذي ساهم في تعثر المساهمة في تدبر الشأن المحلي للبلاد والتدبير الحكيم لهذه الثروات .
قد ينحصر اهتمام مجتمعنا بما تعرفه الأسعار من ارتفاع متغافلين عن ما تعرفه الأرواح من فقد و نقصان ، فلا يمر يوم الا و قد خلفت أمواج البحر ثكلى و أرامل و أيتام دون أي حماية قانونية لحقوقهم في ضل غياب مدونة للصيد وهي المعضلة الأكبر التي تجابه القطاع .
الماما منا بحس المسؤولية و لغيرتنا على القطاع نقدم بين أيديكم هذه التجربة المتبرعمة والمسماة بحر الصحراء، و هي بادرة نسعى من ورائها مزامنة التطورات والتغيرات سلبية كانت ام ايجابية مادامت تتعلق بمستقبلنا مراعين في ذلك حجم التحديات التي قد تواجهنا . وهدفنا هو الارتقاء بالقطاع – تصويب البوصلة نحو هذا القطاع من اجل امتصاص العطالة بالجهة –مجابهة الصيد الجائر – التلوث -…. ، و أن نكون منصة لنقاش مشترك بين المتداخلين و البحارة ، ونواكب قلما و صوتا وصورة قضايا قطاع الصيد البحري بمختلف قرى الصيد والموانئ و دواليب صنع القرار، من خلال الطرح الجاد والمسؤول والتحليل المنطقي الخالي من تسلط الأيادي الخفية والظاهرة . في إطار تشاركي تواصلي يهدف بالأساس إلى إيجاد الحلول والاقتراحات للنهوض بقطاع يشمل مهنيين ومسؤولين تقلدوا مهنة من اخطر المهن , وفق التصنيف المقدم من منظمة التغذية العالمية هنا وبقلم سلطة رابعة تجرد من كل الضغوطات سنعرض المشاكل سواء صغيرة كانت أم كبيرة مادام القطاع يواجهها .
و الله ولي التوفيق