بقلم محمد اسماعيلي
رسالة الى فخامة الرئيس ” باي بيخة ” ؟؟
سيدي الرئيس: تفرقنا الجغرافيا وتوحدنا الثقافة والانتماء للمجتمع (الحساني)، فدعني أخبرك قصة مؤلمة عن صغار ” السَّمَّاكة ” في وطني الجريح، وأنت الذي تابعنا لك عدة برامج تدافع عن ” رجال لَبْحَرْ ” بطريقة عفوية ( تبعث على الضحك أحيانا) لكنها صادقة، لأنها نابعة من ” ارفود الهم ” و ” الموت فالعماير اللولات ” مع ” السَّمَّاكة ” والدفاع عن مصالحهم من منظورك الشخصي.
سيدي الرئيس: اليك أكتب هذه الحروف، ولا أطلب منك أن تجهد نفسك في البحث عن معانيها، بقدر ما أود أن يصل مغازي الحروف الى الذين غزوا البر والبحر .. !! ينصرون ” زيد ” على رفاق ” بابوزيد ” ؟؟
إنهم فتية أرقتهم البطالة ” السخيفة” وأتعبهم الجري وراء طلب الوظيفة، ونال منهم الإقصاء والتهميش المقرف كالجيفة !! وقرروا اللجوء الى ” مَرْسَة الحوت ” واعتبار العمل بها مهنة شريفة !! طحنتهم الظروف في صمت كما طُحِنَ ” صاحب الحوت ” المسكين علنا على يد زبال مأجور !
سيدي الرئيس: الحرس القديم ” للعطالة ” يعاني سطوة السياط وغطرسة الجلاد، ومن كسر حاجز المألوف وتمرد على العرف واختار أن يمرغ أنفه في روث الأنعام ” العرصة ” بمعنى آخر ! أو حشر أنفه في الرائحة النتنة المنبعثة من سوق الأسماك، تتم شيطنته وتبخيس سلعته ويجرح أيما تجريح، ليكون مآله الإفلاس السريع، في تجاوز صريح لأخلاقيات المنافسة الشريفة.
سيدي الرئيس : صغار السَّمَّاكة من أهل الأرض في سِمَارتي الحبيبة، يخوضون غمار تجربة يراها بعض المتتبعين ” بدعة حسنا ” رفضا لواقع مؤلم جدا، ورغم ذلك فقد أصبحوا مطاردين من طرف المتاجرين القدامي في الأسماك يقتفون آثارهم في كل شارع وزقاق يؤلبون الناس ضدهم، يُشَكَّكُون في جودة سلعتهم وكأنها استخرجت من البر بدل البحر !! أم أن لهذه العصبة ” ابْحَرْ تَغْرَفْ مَنُّو مَاُهو لَبْحَر ألِّي نَعْرْفُوه “، اللهم إن هذا منكر فأنكرناه.
سيدي الرئيس : يؤسفني أن أخبرك أن من بيننا من لا يثمن رأسمالنا البشري، ولا يدعم المبادرات الشبابية، بل يرى أن امتهان بعض الحرف يعد من خوارم المروءة !! وحكرا على أراذل القوم بالرغم أن فيها من الخير والبركة وسعة الرزق أكثر من استجداء ” السلطة العميقة” والتنازل عن الكرامة مقابل دراهم معدودة؟؟
سيدي الرئيس : في بلدي الدفاع عن الحق جريمة، والمجاهرة به تسفيها، ومناصرة المظلوم ظلما، ودعم ذوي القربى إفك عظيم !! فما العمل يا سيادة الرئيس المحترم !؟
شبابنا يبذل أقصى جهده لتوفير لقمة العيش، بعد أن عاش دهرا في الغربة يطلب العلم، وعندما يعود متوجا بنياشين المعرفة تسد في وجهه طرق النجاح، وتفتح له أبواب الفشل، ليزف اليها عريسا بعقد طويل الأمد !! ومن نجا من مؤامرات الفشل التي تحاك ضده واختار سلوك سبيل النجاح وحيدا يقدح في تفكيره ويصنف من ” آل برشيد ” !!
سيدي الرئيس : سَمَّاكينا الصغار بارت بضاعتهم، فهل لك أن تخبرنا عن طريقة لبيع ” تِيْشْطَار الحوت ” بدل الاعتماد على المبردات (FRIGO ) فقد اثقلت كواهلهم فواتير الكهرباء، ولم يجدوا على من يشكون حالهم فوقفوا أمام القلعة التي يتحصن بها ولد ” حْيَاة الشهيد الشيخ ولد حمادي رحمة الله عليه” فوجدوا الأبواب موصدة ولغة السياط موجودة !
سيادة الرئيس : صغار السماكة أعرفهم حق المعرفة، فهم شباب طيبون عصاميون، يرفضون الإذلال والمهانة ويعتمدون على سواعدهم رغم قلة حيلتهم وهوان ضعفهم، يوظفون امكانيتهم البسيطة لخدمة مشروعهم المشروع، ملتزمون بالقانون وحتى ماء وراء القانون ! لصيانة حقهم، يتعرضون لمؤامرة تحاك في الظل لفرملة مشروعهم من طرف ” أهل ادْلَيْكَة ” ؟؟؟؟؟