بحر الصحراء: متابعة
لا ننكر أن الجهات المعنية تبذل قصار جهدها من أجل تطوير و مسايرة البلدان المجاورة التي تنافسنا في هذا الميدان جنوبا ( موريتانيا السينغال سيراليون … )، وذلك بدعم القطاع ماديا و تسهيل المساطر التشاور مع المهنيين في بعض القضايا، إلا انه هذا التشاور يكون أفقيا، أي أنه يكون بين الاكبر مستفيد الذي يضغط على الجهات من جهة أو أخرى لتمرير قرارات كبيرة و خطيرة ، و ليس في جوهرها إلا تخدم مصالحه الشخصية ، إما أن تنقص من الضرائب المطبقة على باخرات الصيد التي أغلب الاحيان يكون في ملكيته عدد كبير منها، و هذا في حد ذاته تهرب ضريبي بطريقة ملتوية.
ففي بوجدور، المدينة المنكوبة إستثماريا، فبعد أكثر من ثلاثين سنة من الدعوم الكبيرة لتشييد مدينة بكل المواصفات التي تليق بالساكنة و المواطنين، هده المدينة التي تعتمد في إقتصادها تقريبا على 95 في المئة على الصيد البحري في شقه التقليدي ، و كل سنة تتحدث المنابر الإعلامية المرئية و المكتوبة و حتى الالكترونية عن مليارات تضخ من أجل النهوض و تنمية القطاع و الشعارات الوردية، و من بين أهما هو تطوير القطاع تحسين ظروف البحار مص البطالة …. الخ
كل هذا و ذاك وتصل سنة 2017 و يبقى الحال كما كان قبل عشرون سنة بالمقارنة مع الميزانيات التي تضخ قد تصل إلى عشرات ألارقام لا يمكنك حتى قراءتها بسهولة، مازال البحار ببعض النقط التابعة لبوجدور من دون مرافق صحية مجهزة بإسعافات أولية، من دون سكن لائق لفئة أعطت شبابها و عمرها من أجل تنمية منطقة أصبحت تنادى بإسم “مدينة” .
في 2017 و بعد ثلاث سنوات من إفتتاح الميناء الجديد الذي حتى هو يعاني و يعاني بحارته من خيبت أملهم التي كانت معلقة عليه، فمازال البحارة لا يستفيدون من سردين منطقتهم بثمن معقول بل زاد الثمن على الذي كان يشترونه من العيون .
و في الاخير مجلة البحر تشكر كل البحارة التي أعطت شبابها من أجل الإستقرار و محاولة تنمية الاقليم، على خلاف بعض المسؤولين اللذين لا يعرفون فقط الا الاستثمار في التهريب و الإستنزاف للثروات البحرية بالإقليم، و ذلك بالتستر على المهربين و الممارسات الغير مسؤولة مقابل مبالغ مالية أو إمتيازات التي تصلهم من المهربين ، و نتمنى من الجهات المعنية و ذلك حسب التسلسل الإداري ، ان تحاول ان تتنافس مع دول الشمال ( البرتغال إسبانيا فرنسا إنجلترا ) و ترفع التحدي للوصول إلى التنمية التي يطمح لها المغرب و خاصة مدينة بوجدور .
المصدر : مجلة البحر