بحر الصحراء: الداخلة بريس
كثيرون هم من يبحثون عن محبة الناس بمدينة الداخلة دون أن يدركوها، وكثيرون هم من يخططون ليذكر الناس أسمائهم في كل مكان لكن دون فائدة، خبراء متعاونون مع جريدة الداخلة بريس، اكتشفوا مؤخرا بأن الأمر سهل وفي غاية البساطة، واقترحوا حلولا عملية ومجربة ومضمونة النتائج، وينصحون كل من أن أراد أن يصبح محبوبا في مدينة الصحراء والبحر أن لا يجتهد في الحصول على الشهادات الأكاديمية والعلمية، وأن لا ينفق على الفقراء والمساكين والمحتاجين، أو يساهم في حل أزمة العاطلين والمشردين، ما عليه إلا أن يجمع حفنة من المطبلين كل واحد ب” كاميرة وميكروفون ” ويغدق عليهم من مال – وليس أي مال، بل يجب أن يكون محصلا من التهريب ومن عرق البحارة المهضومي الحقوق الذين يتألمون ليل نهار ويموتون بين ثنايا الأمواج دون حسيب ولا رقيب، كما ينصحونه بأن يكون هو من يؤدي فواتير فساد المسؤولين خفية ودون أثر ” لا تابع لا متبوع ” بحث يقدم نفسه هدية لكل من يخافون عواقب إرشائه ليلا، حيث يجب عليه تقديم الهدايا الغليظة لمحو أثار الجرائم ويبتلع لسانه وكأن شيئا لم يقع، ينصحونه أيضا بأن يكون دنيئا حقيرا ومع ذلك يصلي صلاة الجماعة، ويظهر لأسياده أجل فروض الطاعة .
الخبراء اشترطوا على من أراد أن يصبح محبوبا في مدينة الداخلة أن يتبع شروط الوصفة أعلاه، قبل أن ينتقل إلى وصفة أخرى قادمة بالأرقام والوقائع لأنها هي بلا شك من ستجلب له أكبر الحظوظ.