بحر الصحراء:
لا تزال تداعيات إقدام الشهيد “خالد قادر” على إضرام النار بجسده ، تلقي بظلالها بدءا باحتجاج المرحوم و حرقه لجسده مرورا بتشيع جثمانه في جنازة مهيبة و الاحتجاجات التي شهدتها مدينة المضيق و محاولة احتوائها من طرف السلطة حتى لا تنحوا منحى الحراك الشعبي الذي يقربه بالحسيمة ، كما أن الوقفات الاحتجاجية العفوية و المتتالية التي بات يشهدها قطاع الصيد البحري بالشمال و الداخلة أصبحت تنذر بقرب وقوع انتفاضة البحار .
حيث أصبح البحار الذي كان يعرف له خوفه من الزي العسكري “الكسوة” أكثر اندفاعا لطلب حقوقه صادحا بصوته، كاسرا بذالك حاجز الخوف الذي ورثه عن الحقبة البصراوية و زمن الرصاص ، و أصبح ينخرط في وقفات احتجاجية مع البحارة و المتعاطفين أمام و داخل مقر المندوبيات التي كانت توصف من طرف البحارة ب”قصر العزيزية” و التي ينخر جسدها الفساد الأيل للسقوط .
أما موظفي و اطر مندوبية الصيد البحري أصبحوا يتحسسون رؤوسهم و باتوا في موقف لا يحسدون عليه ، حيث ضلوا بين مطرقة الوزارة التي لابد لها من كبش فداء لاحتواء الموقف و سندان البحار الذي ثار في وجه الموظف البسيط بغيت إيصال صوته لرأس هرم الوزارة و زعزعت أركانه .
و في النقيض من ذالك يخرج علينا احد المحررين أو الكتاب أو الصحفيين بإحدى المواقع الالكترونية ، ينذر و يخوف من جعل واقعة الحرق مطية و تغريد خارج السرب. في انتهاك منه لأعراض الشهداء ، و للأسف هو من أصبح مطية و مغردا خارج السرب في مقال كان معنون بالحقيقة الامرة ……… و استبدله معنوان جديد “اخ” منتهكا عرض الشهيد و احتقاره لتضحياته، محاولا تسوق فكرة خبيثة و نظرة سلبية مستصغرا من خلالها عقول البحارة ، و التي اعتبرها محدودة و دونية في حق زميلهم الذي ذاق درعا من تماطل و فساد قطاع الصيد البحري .
هذا الذي وصفت يا زميلنا كان نبراسا لعتق البحار من عبودية الادارة و اقطاعيي قطاع الصيد البحري … نصيحة اخيرة “قل خيرا ام اصمت”.
مدير الموقع