خليج الداخلة وادي الذهب و المؤهلات الطبيعية

0

اخبار بحر الصحراء: رأي.

 

بقلم ذ: عبدالمولى قدوف

نتطفل على الكتابة لكن هذه فقط معطيات تم تجميعها ويجب الإشادة بها و الإهتمام بها لتحقيق التنمية المستدامة والمحافظة كذلك على هذه المناطق، تنتمي الاقاليم الجنوبية عموما إلى مجال الدرع الإفريقي المتميز بتاريخه الجيولوجي الطويل الشاهد على مختلف مراحل تطور الكرة الأرضية، انطلاقا من فترة ما قبل الكمبري حتى الرباعي الحالي، ويتكون هذا المجال من تضاريس يغلب عليها الطابع الصحراوي، نتجت عن نشاط اليات تعرية سيطر فيها التهشيم الحراري و التقصف الملحي و الدينامية الريحية، وابتداء من شمال الداخلة بحوالي 150 كلم باتجاه الجنوب، تصبح الهضاب ذات انتحاء تدريجي وضعيف نحو البحر، الشيء يسمح بامتداد شواطئ رملية واسعة تستمر على طول 300كلم حتى نقترب من لكويرة، حيث تظهر من جديد الأجراف الصخرية الساحلية.
خليج الداخلة وادي الذهب يمتد على 37 كلم وعلى مساحة تناهز 400 كلم مربع، فسيفساء بكثبانها الرملية تؤثثها مراعي بحرية مزهرة بأشكال متنوعة من نباتات الريج مانحة بذلك وسطا مثاليا لأزيد من 120 نوعا من المحار، منها أنواع متوطنة، وأزيد من 41 نوعا من الأسماك. كما يعتبر هذا الخليج موقعا متميزا للتوالد لانواع عديدة من الطيور ومحطة توقف لأغلب الطيور المائية المهاجرة (في المعدل 60 طيرا ما بين 1995 و2000)، فضلا عن كونه يشتهر بتوالد الثدييات البحرية ومنها الدلافين الكبيرة، الى جانب كونه يشكل موقعا جيدا لتربية الأحياء المائية.
خليج الداخلة صنف وسطا بحريا ضمن الشبكة الوطنية للفضاءات المحمية، وموقعا متميزا ذا قيمة بيولوجية وإيكولوجية كبرى من حيث تنوعه البيئي الكبير ومنظره الطبيعي الخلاب وموقعه الجغرافي الفريد، كما أنه من بين المناطق الرطبة خاصة بعد إدراج سبخة إمليلي كمنطقة رطبة ضمن اتفاقية رامسار، و هي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي، الثقافي، العلمي، و قيمتها الترفيهية وتحمل الإتفاقية اسم مدينة رامسار في إيران سنة 1971م، ومنذ ذلك الوقت، أصبح برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب) التابع لليونسكو ومكتب رامسار شريكين.

وتُبذل جهود تآزرية للمحافظة على الأراضي الرطبة لا سيما فيما يتعلق بشبكة من المواقع المشتركة ذات الأهمية، ومنها ما يلي:
 معازل المحيط الحيوي، وهي مناطق من النظم الإيكولوجية البرية والساحلية معترف بها دولياً ضمن إطار برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب) التابع لليونسكو.
 الأراضي الرطبة المرتبطة باتفاقية رامسار، وهي مواقع مدرجة في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية (“قائمة رامسار”) بموجب اتفاقية الأراضي الرطبة (الموقعة في رامسار بإيران عام 1971)
ومن هذا المنطلق فإن خليج الداخلة اليوم يجب أن يحظى برعاية خاصة، لسيما و أننا نشهد الاقبال المتزايد لسياح على الجهة زد على هذا مخاطر التصحر التي أصبحت جلية للعيان على أطرافه ـ خليج الداخلة ـ و التوسع العمراني المتزايد ولهذا وجب على الجميع الحفاظ على هذه الرقعة الحساسة و الغالية عبر العديد من الحلول نقترح من بينها:
 تقوية الشراكة العالمية، عبر خلق شبكة جمعوية فاعلة للمناطق الرطبة موازاة مع الاستفادة من التجارب و الكفاءات العالمية.
 حث الدول على إشراك المجتمع المدني والساكنة المحلية في تدبير هذه المنظومات الإيكولوجية الهشة.
 دعم الدول في إنجاز الاستراتيجيات الوطنية للمناطق الرطبة والقيام ببعض التدخلات للمحافظة عليها.
 إنجاز دورات تكوينية في مجال تدبير المناطق الرطبة.لساكنة المحلية التي تعتبر خليج الداخلة المتنفس الوحيد لها.
• دعوة الدول إلى المشاركة الكثيفة في المؤتمرات العالمية والعربية لكسب الخبرات و التجارب.

هذا فيما يتعلق بالجانب البيئي باعتبار المنظومة البيئية بهذا الخليج حساسة للغاية و ليس هنالك وعي حقيقي بضرورة التمسك بمختلف عناصرها خاصة الكائنات الحية، وهنا نركز على الثروة السمكية الهائلة وذات المميزات الجيدة من حيث النوع خاصة و أننا نتحدث عن سواحل تتوفر على مميزات مناخية ملائمة لعيش العديد من الاسماك، نظرا للخصائص المورفولوجية لخط الساحل الصحراوي، لكونه يشكل مجال التقاء المياه الساحلية المعتدلة الشمالية و المياه المدارية الحارة، ولا مجال لذكر أهم توصيات مخطط المغرب الازرق في جانب الصيد البحري.

فقط نؤكد على أن خليج الداخلة وادي الذهب مجال طبيعي مميز وغني وطالما شكل النجمة المضيئة للمناطق الجنوبية، وصلة ربط بينها وبين العالم خاصة “السياحة” ويجب الاعتراف على أنه شهد في العقد الاخير تطورا ملحوظاَ للعديد من العوامل ابرزها التطور الديمغرافي و الاقتصادي، ويمكن تثمين الجهود المبذولة كذلك من طرف الدولة وجمعيات المجتمع المدني للمحافظة على هذا الوسط المتميز، ونتمنى أن تتضاعف و تتظافر فيما بينها وينخرط الانسان العادي في مشروع الحفاظ على خليج الداخلة وادي الذهب.

عبدالمولى قدوف : أستاذ بالسلك التأهيلي.
Leave A Reply

Your email address will not be published.